فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال عبد الكريم الخطيب:

قوله تعالى: {فإِذا برق الْبصرُ وخسف الْقمرُ وجُمِع الشّمْسُ والْقمرُ يقول الإنسان يوْمئِذٍ أيْن الْمفرُّ} هو الجواب على هذا السؤال المستهزئ، الذي سأله هذا الشقي، منكرا ليوم البعث، مستهزئا به! وقد جاء الرد عليه بيوم القيامة كله، وبما يطلع به على الناس، من شدائد وأهوال.. إن الجواب لم يحدد الوقت الذي يجيء في هذا اليوم.. إذ ليس المهم متى يجيء؟ وإنما المهم هو ماذا أعد الإنسان له يوم مجيئه؟ وماذا يلقى المكذبون والمضلون فيه من هذه الأهوال التي تطلع عليهم في هذا اليوم، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: {فإِذا برق الْبصرُ} أي جمد فلم يطرف، للهول الذي يراه من أحداث هذا اليوم..
وقوله تعالى: {وخسف الْقمرُ} أي ذهب نوره وقوله تعالى: {وجُمِع الشّمْسُ والْقمرُ} أي أصبحا جرمين، لا يرى لهما الإنسان يومئذ ضوءا.. حيث تكون الشمس أشبة بالقمر، في أنها جسم معتم مثله، فإن ضوء الشمس إنما يرى في كوكبنا الأرضى، بعد أن يخترق الطبقة الجوية المحيطة بالأرض، فإذا خرج الإنسان عن جو الأرض لم ير للشمس ضوءا، ورأى النجوم في رائعة النهار الذي يكسو وجه الأرض حلّة من ضيائه.
وهذا يعنى أن الإنسان سيخرج يوم القيامة من عالمه الأرضى، إلى عالم آخر، تتبدل فيه أحواله، وتتغير في نظره حقائق الأشياء على هذه الأرض، فيرى الشمس والقمر معلقين في هذا الفضاء، كل على هيئته، فلا غروب للشمس، ولا نقصان للقمر..
قوله تعالى: {يقول الإنسان يوْمئِذٍ أيْن الْمفرُّ} أي في هذا اليوم، {يقول الإنسان}- كل إنسان- {أين المفر}؟ أي أين الملجأ الذي يلجأ إليه الإنسان، فرارا من لقاء هذا اليوم العظيم؟
قوله تعالى: {كلّا لا وزر إِلى ربِّك يوْمئِذٍ الْمُسْتقرُّ} الوزر: الملجأ، والحمى الذي يحتمى فيه الإنسان.. ومنه الإزار الذي يأتزر به الإنسان، ويستر جسده.
إنه لا ملجأ في هذا اليوم.. فالكلّ مسوق إلى اللّه تعالى، حيث المستقر هناك في المحشر، في موقف الحساب والجزاء.. فلا ملجأ من اللّه إلا إليه سبحانه وتعالى.
وقوله تعالى: {يُنبّؤُا الإنسان يوْمئِذٍ بِما قدّم وأخّر} أي في هذا اليوم يخبر الإنسان، بكل ما عمل، في حياته كلها، من أولها إلى آخرها.. ما تقدم منها وما تأخر.. كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: {لِيغْفِر لك اللّهُ ما تقدّم مِنْ ذنْبِك وما تأخّر} (2: الفتح) قوله تعالى: {بلِ الإنسان على نفسه بصِيرة}
هو إضراب على ما سبق، وأن الإنسان ليس في حاجة إلى من ينبئه بما قدّم وأخر، بل إن كل إنسان يقوم عليه شاهد من نفسه ومن جوارحه، فهو- والحال كذلك- إنما ينبأ بأعماله من ذات نفسه، كما يقول سبحانه: {كفى بِنفْسِك الْيوْم عليْك حسِيبا}.
وأنث لفظ {بصِيرة}، على تقدير مضاف أي، ذو بصِيرة، وذلك حين ينكشف له يوم القيامة كل شيء، فيرى الأمور على حقائقها، ويبصر كل ما قدمته يداه، كما يقول سبحانه: {فكشفْنا عنْك غِطاءك فبصرُك الْيوْم حدِيدٌ} (22: ق) قوله تعالى: {ولوْ ألْقى معاذِيرهُ} أي أن هذه البصِيرة التي تكون للإنسان يوم القيامة، والتي يقوم منها شاهد عليه من ذاته- هذه البصِيرة، لا تلتفت إلى معاذيره التي يوردها، عليها كما يقول سبحانه: {وقالوا لِجُلُودِهِمْ لِم شهِدْتُمْ عليْنا قالوا أنْطقنا اللّهُ الّذِي أنْطق كُلّ شيْءٍ} (21: فصلت) فلا يقبل من الإنسان عذر في هذا اليوم.. كما يقول سبحانه: {فيوْمئِذٍ لا ينْفعُ الّذِين ظلمُوا معْذِرتُهُمْ ولا هُمْ يُسْتعْتبُون} (57: الروم). اهـ.

.قال ابن عاشور:

{فإِذا برق الْبصرُ (7)}
عُدل عن أن يجابوا بتعيين وقت ليوم القيامة إلى أن يهدّدوا بأهواله، لأنهم لم يكونوا جادِّين في سؤالهم فكان من مقتضى حالهم أن يُنذروا بما يقع من الأهوال عند حلول هذا اليوم مع تضمين تحقيق وقوعه فإن كلام القرآن إرشاد وهدْي ما يترك فُرصة للهدي والإِرشاد إلاّ انتهزها، وهذا تهديد في ابتدائه جاء في صورة التعيين لوقت يوم القيامة إيهاما بالجواب عن سؤالهم كأنه حملٌ لكلامهم على خلاف الاستهزاء على طريقة الأسلوب الحكيم.
وفيه تعريض بالتوبيخ على أن فرطوا في التوقي من ذلك اليوم واشتغلوا بالسؤال عن وقته.
وقريب منه ما روي أن رجلا من المسلمين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «متى الساعة؟ فقال له: ماذا أعددت لها».
فإن هذه الأحوال المذكورة في الآية مما يقع عند حلول الساعة وقيام القيامة فكان ذلك شيئا من تعيين وقته بتعيين أشراطه.
والفاء لتفريع الجواب عن السؤال.
و{برق} قرأه الجمهور بكسر الراء، ومعناه: دُهِش وبهت، يقال: برق يبرق فهو برق من باب فرح فهو من أحوال الإنسان.
وإنما أسند في الآية إلى البصر على سبيل المجاز العقلي تنزيلا له منزلة مكان البرق لأنه إذا بهت شخص بصره.
كما أسند الأعشى البرق إلى الأعين في قوله:
كذلك فافْعلْ ما حييت إِذا شتوا ** وأقدِمْ إذا ما أعينُ الناس تفرق

وقرأه نافع وأبو جعفر بفتح الراء من البريق بمعنى اللمعان، أي لمع البصر من شدة شخوصه، ومضارعه يبرق بضم الراء.
وإسناده إلى البصر حقيقة.
ومآل معنى القراءتين واحد وهو الكناية عن الفزع والرعب كقوله تعالى: {واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا} [الأنبياء: 97]، فلا وجه لترجيح الطبري قراءة الجمهور على قراءة نافع وأبي جعفر، لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى ولا من مقتضى التفسير.
والتعريف في {البصر} للجنس المرادِ به الاستغراق، أي أبصار الناس كلهم من الشدة الحاصلة في ذلك الوقت على أنهم متفاوتون في الرعب الحاصل لهم على تفاوتهم فيما يُعرضون عليه من طرائققِ منازلهم.
وخسوف القمر أريد به انطماس نوره انطماسا مستمرا بسبب تزلزله من مداره حول الأرض الدائرة حول الشمس بحيث لا ينعكس عليه نورها ولا يلوح للناس نيِّرا، وهو ما دل عليه قوله: {وجُمع الشمس والقمر} فهذا خسوف ليس هو خسوفه المعتاد عندما تحُولُ الأرضُ بين القمر وبين مُسامتته الشمس.
ومعنى جمْع الشمس والقمر: التصاقُ القمر بالشمس فتلتهمه الشمس لأن القمر منفصل من الأرض التي هي من الأجرام الدائرة حول الشمس كالكواكب ويكون ذلك بسبب اختلال الجاذبية التي وضع الله عليها النظام الشمسي.
و{إذا برق البصر} ظرف متعلق بـ {يقول الإنسان}، وإنما قدم على عامله للاهتمام بالظرف لأنه المقصود من سياق مجاوبة قوله: {يسأل أيّان يوم القيامة} [القيامة: 6].
وطُوي التصريح بأن ذلك حلول يوم القيامة اكتفاء بذكر ما يدل عليه وهو قولهم {أين المفر} فكأنه قيل: حلّ يومُ القيامة وحضرت أهوالُه يقول الإنسان يومئذٍ ثم تأكّد بقوله: {إلى ربك يومئذٍ المستقر}.
و{يومئذٍ} ظرف متعلق بـ {يقول} أيضا، أي يوم إذْ يبرق البصر ويخسف القمر ويُجمع الشمس والقمر، فتنوين (إذ) تنوين عِوض عن الجملة المحذوفة التي دلت عليها الجملة التي أضيف إليها (إذ).
وذُكر {يومئذٍ} مع أن قوله: {إذا برق البصر} إلخ مُغن عنه للاهتمام بذكر ذلك اليوم الذي كانوا ينكرون وقوعه ويستهزئون فيسألون عن وقته، وللتصريح بأن حصول هذه الأحوال الثلاثة في وقت واحد.
و{الإنسان}: هو المتحدّث عنه من قوله: {أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه} [القيامة: 3]، أي يقول الإنسان الكافر يومئذٍ: أي المفر.
و{المفر}: بفتح الميم وفتح الفاء مصدر، والاستفهام مستعمل في التمني، أي ليت لي فرارا في مكان نجاة، ولكنه لا يستطيعه.
و{أين} ظرف مكان.
و{كلا} ردع وإبطال لما تضمنه {أين المفر} من الطمع في أن يجد للفرار سبيلا.
و{الوزر}: المكان الذي يُلجأ إليه للتوقي من إصابة مكروه مثل الجبال والحصون.
فيجوز أن يكون {كلاّ لا وزر} كلاما مستأنفا من جانب الله تعالى جوابا لمقالة الإنسان، أي لا وزر لك، فينبغي الوقفُ على {المفر}.
ويجوز أن يكون من تمام مقالة الإنسان، أي يقول: أين المفر؟ ويجيب نفسه بإبطال طعمه فيقول: {كلاّ لا وزر} أي لا وزر لي، وذلك بأن نظر في جهاته فلم يجد إلاّ النار كما ورد في الحديث، فيحسن أن يُوصل {أين المفر} بجملة {كلا لا وزر}.
وأما قوله: {إلى ربك يومئذٍ المستقرّ} فهو كلام من جانب الله تعالى خاطب به النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا بقرينة قوله: {يومئذٍ}، فهو اعتراض وإدْماج للتذكير بمُلك ذلك اليوم.
وفي إضافة (رب) إلى ضمير النبي صلى الله عليه وسلم إيماء إلى أنه ناصره يومئذٍ بالانتقام من الذين لم يقبلوا دعوته.
و{المستقرّ}: مصدر ميمي من استقرّ، إذا قرّ في المكان ولم ينتقل، والسين والتاء للمبالغة في الوصف.
وتقديم المجرور لإِفادة الحصر، أي إلى ربك لا إلى ملجأ آخر.
والمعنى: لا ملجأ يومئذٍ للإِنسان إلاّ منتهيا إلى ربك، وهذا كقوله تعالى: {وإلى الله المصير} [آل عمران: 28].
وجملة {يُنبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر} مستأنفة استئنافا بيانيا أثارهُ قوله: {إلى ربك يومئذٍ المستقر}، أو بدل اشتمال من مضمون تلك الجملة، أي إلى الله مصيرهم وفي مصيرهم يُنبأون بما قدموا وما أخروا.
وينبغي أن يكون المراد بـ {الإنسان} الكافر جريا على سياق الآيات السابقة لأنه المقصود بالكلام وإن كان كل إنسان ينبأ يومئذٍ بما قدم وأخر من أهل الخير ومن أهل الشر قال تعالى: {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء} الآية [آل عمران: 30].
واختلاف مقامات الكلام يمنع من حمل ما يقع فيها من الألفاظ على محمل واحد، فإن في القرآن فنونا من التذكير لا تلزم طريقة واحدة.
وهذا مما يغفل عن مراعاته بعض المفسرين في حملهم معاني الآيات المتقاربة المغزى على محامل متماثلة.
وتنبئةُ الإنسان بما قدّم وأخرّ كناية عن مجازاته على ما فعله: إن خيرا فخيرٌ وإن سُوءا فسوءٌ، إذ يقال له: هذا جزاء الفعلة الفلانية فيعلم من ذلك فعلته ويلقى جزاءها، فكان الإِنباء من لوازم الجزاء قال تعالى: {قل بلى وربي لتُبْعثُنّ ثم لتُنبّؤنّ بما عمِلتم} [التغابن: 7] ويحصل في ذلك الإِنباء تقريع وفضح لحاله.
والمراد بـ {ما قدم}: ما فعله وب {ما أخرّ}: ما تركه مما أُمر بفعله أو نهي عن فعله في الحالين فخالف ما كُلف به ومما علّمه النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء: «فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت».
{بلِ الإنسان على نفسه بصِيرة (14) ولوْ ألْقى معاذِيرهُ (15)}
إضراب انتقالي، وهو للترقي من مضمون {يُنبّأُ الإنسان يومئذٍ بما قدم وأخّر} [القيامة: 13] إلى الإِخبار بأن الكافر يعلم ما فعله لأنهم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، إذ هو قرأ كتاب أعماله فقال: {يا ليتني لم أوت كتابِيهْ ولم أدر ما حِسابيهْ} [الحاقة: 25، 26]، {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا} [الكهف: 49].
وقال تعالى: {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} [الإسراء: 14].
ونظم قوله: {بل الإنسان على نفسه بصِيرة} صالح لإِفادة معنيين:
أولهما أن يكون {بصِيرة} بمعنى مبصر شديد المراقبة فيكون {بصِيرة} خبرا عن {الإنسان}.
و{على نفسه} متعلقا بـ {بصِيرة}، أي الإنسان بصيرٌ بنفسه.
وعُدّي بحرف {على} لتضمينه معنى المراقبة وهو معنى قوله في الآية الأخرى: {كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}.
وهاء {بصِيرة} تكون للمبالغة مثل هاء علامة ونسّابة، أي الإنسان عليم بصير قوي العلم بنفسه يومئذٍ.
والمعنى الثاني: أن يكون {بصِيرة} مبتدأ ثانيا، والمراد به قرين الإنسان من الحفظة وعلى نفسه خبر المبتدأ الثاني مقدما عليه، ومجموعُ الجملة خبرا عن {الإنسان}، و{بصِيرة} حينئذٍ يحتمل أن يكون بمعنى بصير، أي مبصر والهاء للمبالغة، كما تقدم في المعنى الأول، وتكون تعدية {بصِيرة} بـ {على} لتضمينه معنى الرقيب كما في المعنى الأول.
ويحتمل أن تكون {بصِيرة} صفة لموصوف محذوف، تقديرة: حجة بصِيرة، وتكون {بصِيرة} مجازا في كونها بينة كقوله تعالى: {قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلاّ ربّ السماوات والأرض بصائر} [الإسراء: 102] ومنه قوله تعالى: {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} [الإسراء: 59] والتأنيثُ لتأنيث الموصوف.
وقد جرت هذه الجملة مجرى المثل لإِيجازها ووفرة معانيها.
وجملة {ولو ألقى معاذيره} في موضع الحال من المبتدأ وهو الإنسان، وهي حالة أجدر بثبوت معنى عاملها عند حصولها.
{لو} هذه وصْلِيّةٌ كما تقدم عند قوله تعالى: {فلن يقبل من أحدهم مِلْءُ الأرض ذهبا ولو افتدى به} في آل عمران (91).
والمعنى: هو بصِيرة على نفسه حتى في حال إلقائه معاذيره.
والإِلقاء: مراد به الإِخبار الصريح على وجه الاستعارة، وقد تقدم عند قوله تعالى: {فألْقوا إليهم القول إنكم لكاذبون} في سورة النحل (86).
والمعاذير: اسم جمع معذرة، وليس جمعا لأن معذرة حقه أن يُجمع على معاذر، ومثل المعاذير قولهم: المناكير، اسم جمع مُنْكر.
وعن الضحاك: أن معاذير هُنا جمع مِعْذار بكسر الميم وهو السِتر بلغة اليمن يكون الإِلقاء مستعملا في المعنى الحقيقي، أي الإِرخاء، وتكون الاستعارة في المعاذير بتشبيه جحد الذنوب كذبا بإلقاء الستر على الأمر المراد حجبه.
والمعنى: أن الكافر يعلم يومئذٍ أعماله التي استحق العقاب عليها ويحاول أن يعتذر وهو يعلم أن لا عذر له ولو أفصح عن جميع معاذيره.
و{معاذيره}: جمع معرف بالإِضافة يدل على العموم.
فمن هذه المعاذير قولهم: {رب ارجعون لعلي أعْملُ صالحا فيما تركتُ} [المؤمنون: 99، 100] ومنها قولهم: {ما جاءنا من بشير} [المائدة: 19] وقولهم: {هؤلاء أضلونا} [الأعراف: 38] ونحو ذلك من المعاذير الكاذبة. اهـ.